أعراض هشاشة العظام عند النساء

هشاشة العظام هي حالة طبية شائعة تتميز بانخفاض كثافة العظام وضعفها، مما يزيد من خطر تعرض العظام للكسور بسهولة حتى مع تعرضها لإصابات طفيفة أو دون سبب واضح. تُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالرجال، خاصةً بعد انقطاع الطمث، بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على توازن تكوين وتحلل العظام. يعد التعرف المبكر على أعراض هشاشة العظام عند النساء من الأمور الحيوية لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عنها، خصوصًا الكسور التي تؤدي إلى إعاقة طويلة الأمد.

مقدمة عن هشاشة العظام

العظام ليست كتل صلبة جامدة فقط، بل هي نسيج حي يتجدد باستمرار من خلال عمليات البناء والهدم التي تحدث فيه. عند الأشخاص الأصحاء، تكون عملية تجديد العظام متوازنة، حيث تُبنى عظام جديدة بنفس سرعة تكسير العظام القديمة. ولكن عند الإصابة بهشاشة العظام، يصبح التوازن غير متساوٍ، فتتفوق عملية تكسير العظام على عملية تكوينها، مما يؤدي إلى ضعف العظام ورقتها.

في النساء، يحدث ذلك بشكل أكبر بعد انقطاع الطمث، إذ يقل مستوى هرمون الإستروجين الذي يلعب دورًا أساسيًا في حماية العظام والحفاظ على كثافتها. هذا الانخفاض الهرموني يسرع من فقدان العظام، مما يزيد من احتمال إصابتهن بهشاشة العظام ومضاعفاتها.

أسباب هشاشة العظام عند النساء

قبل التعرف على الأعراض، من المهم الإلمام بالأسباب التي تؤدي إلى هشاشة العظام عند النساء، لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الأعراض:

• انخفاض هرمون الإستروجين: كما ذُكر، يساهم هرمون الإستروجين في تقوية العظام، ومع التوقف عن إنتاجه بعد انقطاع الطمث، تزداد احتمالية فقدان العظام بسرعة.

• نقص الكالسيوم وفيتامين د: يحتاج الجسم إلى كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د لبناء عظام قوية. نقص هذه العناصر الغذائية يؤثر سلبًا على كثافة العظام.

• العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي من هشاشة العظام يزيد من احتمالية الإصابة بها.

• نمط الحياة: التدخين، قلة النشاط البدني، سوء التغذية، وتعاطي الكحول من العوامل التي تضعف العظام.

• أمراض مزمنة: بعض الأمراض مثل أمراض الغدة الدرقية، الروماتويد، وأمراض الجهاز الهضمي تؤثر في امتصاص الكالسيوم أو في تجديد العظام.

• تناول أدوية معينة: استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة قد يسبب هشاشة العظام.

الأعراض المبكرة لهشاشة العظام عند النساء

هشاشة العظام في بداياتها لا تظهر عادة بأعراض واضحة، لذلك يطلق عليها أحيانًا “المرض الصامت”. ولكن مع تقدم الحالة، تبدأ النساء في ملاحظة مجموعة من الأعراض التي تشير إلى ضعف العظام وتراجع كثافتها، ومن أهم هذه الأعراض:

1. ألم عظام مستمر أو متقطع

في البداية، قد تشعر المرأة بألم غير محدد في مناطق العظام، خصوصًا في الظهر، الحوض، أو المعصمين. الألم قد يكون خفيفًا أو متوسطًا، ولكنه مستمر ويزداد مع الضغط أو الحركة. الألم ناتج عن ضعف العظام، ويمكن أن يكون مؤشراً على وجود كسور صغيرة غير ملحوظة (كسور إجهاد).

2. ضعف عام في العضلات

نظرًا لأن العظام توفر الدعم الهيكلي للجسم، فإن تدهور بنيتها يؤدي إلى ضعف في العضلات التي ترتبط بها. يشعر المصاب بصعوبة في الحفاظ على التوازن والحركة، وأحيانًا ضعف في الأداء البدني العام.

3. انحناء أو تقوس في الظهر

مع تدهور كثافة العظام، وخاصة في الفقرات، قد يحدث انهيار أو تقوس في الفقرات الصدرية، مما يؤدي إلى انحناء في الظهر يُعرف طبيًا بـ”الحدب” أو “التقوس الظهري”. هذا الانحناء يصبح واضحًا مع مرور الوقت، ويصاحبه ألم وتصلب في العمود الفقري.

الأعراض المتقدمة لهشاشة العظام

مع تفاقم الحالة وتقدم هشاشة العظام، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا وتأثيرًا على جودة حياة المرأة:

1. كسور العظام المتكررة

تعد الكسور المتكررة من أبرز علامات هشاشة العظام المتقدمة، وتحدث عادة في:

• الرسغين: كسور بسبب السقوط أو حتى حركات بسيطة.

• الفخذ (عظمة الفخذ): كسر الفخذ هو أحد أخطر مضاعفات هشاشة العظام، وغالبًا ما يؤدي إلى عجز مؤقت أو دائم.

• العمود الفقري: كسور الفقرات قد تحدث دون إصابة واضحة مسبقة، وتسبب ألمًا شديدًا وتشوهات في القامة.

2. فقدان الطول

تظهر هذه العلامة عند انهيار الفقرات بسبب هشاشة العظام، حيث تتقلص المسافة بين الفقرات وتصبح القامة أقصر تدريجيًا.

3. محدودية الحركة

الألم المزمن وكسور العظام المتكررة تؤدي إلى صعوبة في الحركة، وتقل القدرة على القيام بالأنشطة اليومية مثل المشي، الانحناء، والجلوس لفترات طويلة.

4. تشوهات في القامة

إلى جانب الانحناء الظهري، قد تتسبب الكسور والتغيرات في شكل العظام في تغير شكل القامة بوضوح، مما يسبب مشاكل في الوضعية الجسدية والشعور بعدم الراحة المستمر.

التشخيص المبكر وأهمية الكشف

نظرًا لأن هشاشة العظام تبدأ عادةً بصمت دون أعراض واضحة، فإن الكشف المبكر مهم جدًا للنساء، خاصة اللاتي تجاوزن سن اليأس أو لديهن عوامل خطر أخرى. يتم التشخيص عادة عبر:

• فحص كثافة العظام (DEXA scan): هو الفحص الأكثر دقة لقياس كمية الكالسيوم في العظام ومدى هشاشتها.

• التحاليل المخبرية: لفحص مستويات الكالسيوم وفيتامين د والهرمونات.

• التقييم السريري: يشمل فحص الألم، القامة، وقوة العضلات.

العلاقة بين أعراض هشاشة العظام وأسلوب الحياة

تتداخل أعراض هشاشة العظام مع نمط الحياة اليومي، فالنساء اللواتي يعانين من الألم المزمن أو فقدان الطول قد يجدن صعوبة في أداء المهام اليومية، مما يؤثر على حالتهن النفسية والاجتماعية. من هنا، تأتي أهمية التوعية بأعراض هشاشة العظام وكيفية التعامل معها عن طريق:

• ممارسة الرياضة بانتظام: التمارين التي تحمل الوزن تساعد على تقوية العظام.

• التغذية السليمة: تناول الكالسيوم وفيتامين د بكميات مناسبة.

• تجنب التدخين والكحول: لأنها تسرع فقدان العظام.

• المتابعة الطبية الدورية: لتقييم حالة العظام بشكل مستمر.

جدول يوضح مراحل هشاشة العظام وأعراضها عند النساء

الخلاصة

أعراض هشاشة العظام عند النساء تتراوح بين علامات غير واضحة في البداية، مثل الألم المتقطع وضعف العضلات، إلى أعراض متقدمة تشمل الكسور المتكررة وفقدان الطول. يبدأ التدهور عادة بعد انقطاع الطمث بسبب نقص هرمون الإستروجين، مما يتطلب اهتمامًا خاصًا في تلك المرحلة من الحياة. التشخيص المبكر والتدخل السريع يساهمان بشكل كبير في الحد من مضاعفات المرض وتحسين جودة الحياة. العناية بالتغذية، ممارسة الرياضة، والابتعاد عن العوامل المسببة يمكن أن تقلل من حدة الأعراض وتؤخر تقدم المرض.

المصادر

1. National Osteoporosis Foundation – Osteoporosis Overview

2. Mayo Clinic – Osteoporosis Symptoms and Causes